لا شك أن الأمهات جميعهن يحرصن على أن ينام أطفالهن نوماً متواصلاً خلال الليل، وحيث إن الأم تكون متعبة ومرهقة بسبب العناية بطفل واحد أو أكثر من طفل خلال النهار، ولأن الأم أيضاً تعرف فوائد النوم الليلي للطفل والذي لا يضاهيه نوم ساعات النهار كلها، ولذلك فهي تحرص على أن يحصل طفلها على نوم صحي، ويعني ذلك أن يكون نومه هادئاً ومتواصلاً.
يمكن للأم أن تقدم لطفلها بعض الأصناف الغذائية المتوافرة في كل بيت وبطريقة التناوب لكي تساعد طفلها على النوم المتواصل ليلاً، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها بمدربة نوم الأطفال الدكتورة سها الأعصم، حيث أشارت إلى 5 أطعمة هامة تساعد طفلك على النوم الهادئ خصوصاً بعد عمر السنة، ومنها الموز والبطاطا الحلوة والشوفان والحليب الدافئ وذلك في الآتي:
1- الموز
طفل يأكل الموز
اعلمي أن الموز يعرف ومنذ القدم بأنه فاكهة العظماء، وذلك لأنه يساعد العقل على التأني والتروي وعدم التسرع في إصدار الأحكام واتخاذ القرارات، ولذلك فالموز كفاكهة متوافرة على مدار السنة في كل بيت له دور كبير في استرخاء عضلات الجسم ومساعدة الإنسان على النوم، وينصح الكبار في حال إحساسهم بالأرق بتناول موزة واحدة قبل الخلود إلى النوم، وتقدم هذه النصيحة للأمهات بأن يكن حريصات على تقديم فاكهة الموز خصوصاً للطفل قبل نومه بساعة، وعلى العكس تماماً يمنع تقديم التفاح للطفل في ساعات المساء لأنه يزيد من اليقظة والانتباه.
قدمي لطفلك ثمرة من الموز قبل نومه، ويمكن أن تقدمي له الموز بعد أن يبلغ من العمر ستة أشهر مهروساً بشكل جيد، ويفضل اختيار الثمرة الناضجة لسهولة هضمها، أما بعد عمر السنة فيفيد تقديم الموز للطفل بسبب احتوائه على نسبة جيدة من عنصرين هامين وهما البوتاسيوم والمغنيسيوم، وهما عنصران هامان يساعدان على ارتخاء العضلات في جسم الطفل أي تعزيز نوم الطفل كما يساعد الموز أيضاً على منح الطفل الشعور بالشبع، وبالتالي الشعور بالنعاس والرغبة في النوم.
2- البطاطا
ثمار البطاطا
اعلمي أن البطاطا أو البطاطا الحلوة، كما يطلق عليها في بعض المناطق تعد منجماً غذائياً متكاملاً، ويمكن تناولها كغذاء واحد في اليوم دون الحاجة إلى أصناف أخرى بل إن هناك بعض المناطق حول العالم تعتمد هذه الثمرة كغذاء يومي إضافة لكونها تعد كمصدر دخل اقتصادي في تلك البلاد أيضاً.
قدمي لطفلك البطاطا مسلوقة أو مشوية، ويفضل أن تقدم مشوية لكي لا تتسرب بعض عناصرها الغذائية خلال السلق، ويمكن سلقها على البخار بعد تقطيعها إلى شرائح رفيعة، وحيث تفيد البطاطا نظراً لغناها بالكربوهيدرات الصحية وعنصر البوتاسيوم ما يحفز الجسم بشكل فعال على الشعور بالنعاس، ومن الطبيعي أن يشعر الطفل بالرغبة في النوم بعد تناول البطاطا خاصة مع شعوره بالشبع سريعاً.
3- الشوفان
حبوب الشوفان
قدمي لطفلك بعد عمر السنة حبوب الشوفان، ويمكن تقديمها له كوجبة مخلوطة بالحليب المخصص للرضع بعد عمر ستة أشهر أيضاً لكي يحصل على فوائد الشوفان للرضع ويعد الشوفان من الحبوب التي تحتوي على نسبة جيدة من مادة الميلاتونين التي تعمل بشكل فعال كمحفز من محفزات النوم، حيث توصف هذه المادة بعد تصنيعها في بعض أنواع العقاقير التي توصف للأشخاص الذين يعانون من الأرق.
4- العسل
اعلمي أنه يمكنك تقديم العسل الطبيعي لطفلك بعد عمر السنة، ويمنع منعاً باتاً تقديمه له قبل هذا العمر، ويفيد تقديم العسل للطفل في جلب النوم الهادئ له، ويمكن أن تقدمي العسل للطفل من خلال تحلية كوب من الحليب الدافئ له بديلاً عن السكر الصناعي، وإن كان بعض الأطفال يرفضون تناول العسل خالصاً، ويرفضون رفضاً تاماً تناوله من الملعقة، ولذلك يمكن إضافة العسل إلى شرائح الموز مثلاً أو طبق من الفاكهة المنوعة كبديل عن المحليات الصناعية لكي يستفيد الطفل من فوائد العسل الغذائية، والتي لا يضاهيها في الفائدة إلا القليل من الأصناف الغذائية المتوافرة في الطبيعة مع ضرورة أن تكوني متأكدة من استخدام العسل الطبيعي الخالص، وحيث تنتشر في الأسواق الأنواع الرخيصة والمغشوشة من العسل، والتي تكون عبارة عن جلوكوز أو سكر صناعي معقود مما يضر بصحة الطفل.
5- الحليب الدافئ
اتبعي برنامجاً صحياً يومياً مع طفلك مع بلوغه عامه الأول وذلك بالإجابة عن سؤال كيف أعمل روتيناً يومياً للأطفال خصوصاً بعد سن الثانية؟ ويتضمن هذا البرنامج أن يحصل طفلك على كوب من الحليب الدافئ الكامل الدسم قبل أن يخلد إلى النوم، حيث يحتوي الحليب على مادة التربتوفان، وهي حمض آميني ضروري لإنتاج مادتي السيروتونين والميلاتونين، وهما مركبان يساعدان الطفل على الشعور بالاسترخاء والحصول على دورة نوم متكاملة، وكذلك الاستيقاظ في وقت منتظم كل يوم.
هل يمكنني تقديم اللحوم لطفلي قبل النوم؟
اعلمي أنه وخلافاً لما يعتقد بأن اللحوم لا يفضل تقديمها للطفل قبل النوم أو على وجبة العشاء فإن اللحوم مصدر من مصادر البروتين الأساسية والتي تعزز نمو عضلات الطفل وتسهم في صحة ونمو الدماغ لديه، ولذلك يجب أن تقدم له اللحوم الحمراء الخالية من الدهن، ويمكن أن يكون ذلك على وجبة العشاء خصوصاً، حيث إن هناك فترة زمنية تصل لست ساعات ما بين وجبتي العشاء والإفطار في اليوم التالي، ولذلك فتناول الطفل كمية من اللحوم في وجبة العشاء يتيح فرصة أكبر لإتمام عملية الهضم قبل أن يحين موعد الوجبة الصباحية المنتظرة، فاللحوم عموماً تحتاج إلى وقت أطول في الهضم بالنسبة لتكوين الجهاز الهضمي عند الأطفال مقارنة بهضم الخضار والفاكهة والنشويات التي يحصل عليها الطفل خلال وجبات أخرى، وبالتالي تضمن الأم زيادة وزن الطفل وفي الوقت نفسه تضمن عدم إصابة الطفل بتلبكات معوية وعسر هضم وكذلك التعرض إلى الإصابة للإمساك المزعج.
قدمي لطفلك اللحوم الحمراء، وبعد عمر السنة حيث تكون أسنان الطفل قد بزغت وظهر معظمها عن طريق السلق، فيمكن سلق اللحم الأحمر بعد تقطيعه إلى قطع صغيرة ومحاولة تدريب الطفل تدريجياً على تناول القطع الصغيرة بالشوكة المخصصة له بعد أن يجلس الطفل في كرسي الأطفال المخصص له، ويجب تخصيص مكان مخصص له حول مائدة طعام الكبار، مع ضرورة عدم تحمير اللحوم الحمراء للطفل؛ لأنها تصبح قاسية وصعبة المضغ والبلع، وكذلك يجب تجنب تسخين اللحوم بشكل عام أكثر من مرة.