كلما اقتربت نهاية نظام الجنرالات تظهر العشرية السوداء كورقة الجوكر التي يخرجها الجنرالات لوقف الانهيار ومنع خروج الجزائريين حيث تحولت العشرية السوداء بالجزائر إلى فزاعة يستحضرها الكثيرون عقب أي حادث مروع يقع في الجزائر وصار كتاب (الحرب القذرة) لضابط القوات الخاصة الجزائرية “الحبيب سويدية” مرجعا يُستدل به على وقوف نظام الجنرال شنقريحة خلف تلك الحوادث.
ومع الإقرار بأن نظام شنقريحة يتحمل وزر المذابح الجماعية وحرق المساجد والتصفيات الجسدية والاختفاء القسري منذ العشرية السوداء حتى اليوم إلا أن تشبيه المشهد الحالي بالمشهد في التسعينات أمر غير صائب يقفز على الحقائق والأحداث التي أورد الكثير منها “سويدية” نفسه في كتابه وشرح معطياتها من شهدوا تطوراتها وعاشوا تفاصيلها كالقياديين الجهاديين “عطية الله الليبي” و “عاصم أبي حيان” فمشهد العشرية السوداء بعيد تماما عن المشهد الحالي منذ انقلاب الجنرال شنقريحة على ولي نعمته الجنرال قايد صالح حتى اليوم فالشعب تبنى معارضة السلمية للانقلاب ولم تتشكل اليوم في الجزائر جماعات جهادية تضم الآلاف من العناصر ولم يتعرض نظام شنقريحة لخسائر بشرية فادحة بشكل يومي رغم أنه بدأ عهده بمجازر دموية ضد رافضي الانقلاب على القايد صالح لهذا ليس هناك ما يدفعه الآن للتدثر خلف جماعات وهمية بل إن تلك الحوادث المروعة من قبيل حرق الغابات واختطاف المواطنين تهز من صورته وتظهره بمظهر الفاشل في حماية المواطنين لهذا بقاء نظام الجنرال شنقريحة في سدة الحكم واستمرار ممارساته القمعية في قتل الأبرياء وتعذيب وسجن المواطنين يمثل العامل الأبرز في توليد أفكار الغلو والتي لن ينجح في تفكيكها بإنكار وجودها لهذا وقد كشفت وثائق جهاز المخابرات ببلادنا عن وجود عشرات ضباط الاستخبارات يعملون داخل الجماعات الإرهابية في كل دول افريقيا في دوائر تتيح جمع المعلومات واتخاذ القرار مما يورط المخابرات الجزائرية في كل الأعمال الإرهابية في افريقيا.




