وسط الاضطرابات السياسية والاقتصادية أصبحت باريس في وضع حرج بينما تتمتع روما بالاستقرار فسقوط رئيسين للوزراء في غضون تسعة أشهر وتراكم الديون تحت أنظار الأسواق المالية القلقة أصبح الوضع في فرنسا يشبه بشكل متزايد إيطاليا بين ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي عندما كانت الحكومات قصيرة العمر غارقة في الديون.
في المقابل أثبتت حكومة جورجيا ميلوني فعاليتها في خفض ديون إيطاليا الهائلة ومن المقرر أن تبقى في السلطة حتى نهاية ولايتها وهو ما يحقق لروما الاستقرار السياسي الذي لطالما ميّز السياسة الفرنسية وذلك وفقا لما ذكرته مجلة “بوليتيكو” الأمريكية وفي هذه الجولة من التنافس عبر جبال الألب تُحقق إيطاليا الفوز ولم تتردد في التباهي بذلك وهو ما يظهر في خطاب وسائل الإعلام اليمينية التي تدعم ميلوني كما سارع ماتيو سالفيني نائب رئيس الوزراء إلى الاحتفال بما وصفه بـ”الهزيمة الألف” للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونوفي حين يُعرب حلفاء ميلوني الآخرون عن قلقهم إزاء وضع فرنسا إلا أنهم يُسارعون أيضًا إلى الإشارة إلى أن حكومة روما اليمينية تنجح فيما يفشل فيه تيار الوسط الفرنسي.